وفاء ناشطة حقوقية تونسية في العقد الخامس من عمرها، ولدت وعاشت في تونس العاصمة وتعمل في منظمة دولية هناك. عملت وفاء سابقاً في مجال التدريس الجامعي، ولكنها اختارت الخروج من الفضاء الأكاديمي والدخول في الفضاء العام والانضمام إلى المنظمات الحقوقية الغير حكومية منذ عام ٢٠٠٧. تركّز وفاء عملها مع المنظمات الدولية بالتوازي النضال مع الجمعيات الحقوقية التونسية. تكتب وفاء مقالات بالعربية والفرنسية والإنجليزية في هذا المجال من منظورها الشخصي كامرأة تونسية تتمتع بوضعية اجتماعية تقدمية ومتحررة نسبيًا وترفض التخلي عن حقوقها.
تقول وفاء أن “في عام ٢٠٠٨ أثناء عملي في أحد المؤسسات الأمريكية قمنا بعدد من زيارات العمل إلى مصر لمقابلة الناشطين السياسيين والمدونين المصريين إلا أن تم إيقافي من قبل جهات أمنية وترحيلي على تونس. صدمت وقتها وقررت أن أواصل العمل على أن اتجه أكثر إلى النضال.”
لم تكن عائلة وفاء تتفهم طبيعة عملها وماهيته قبل الثورة في تونس عام ٢٠١١، فكانوا يظنون أن مجال حقوق الإنسان رفاهية أو ترف، إلا أن بعد الثورة أدركوا أهمية ما تقوم به في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية والسياسية والحريات الفردية عندما سمعوا عن الكثير من الحالات التي تعرضت للتعذيب وخسروا حياتهم ومهنهم ووضعوا خلف الأسوار لسنوات طويلة، وذلك ساعدها على الحصول على الدعم العائلي.
تقول وفاء؛ “ليس لدى أي نية للاستسلام للظلامية والتطرف الديني الذي دفع ثمنه العديد من النشطاء السياسيين بعد الثورة ووصل حد الاغتيالات وانتشار العنف السياسي والعمليات الإرهابية ضد الأبرياء”. وتضيف أن بما أنها عاشت في بلدان متنوّعة من حيث الثقافة والعادات الاجتماعية والدين على مثال قطر والولايات المتحدة وتونس فقد تعلّمت من ذلك أهميّة النضال من أجل ترسيخ حقوق الإنسان والحريات.
وفاء أمّ لتوأم يبلغان من العمر أربع سنوات ستعمل على نشأتهما على احترام كونية حقوق الإنسان ويشاطرها في ذلك زوجها الذي يعمل في نفس المجال.