المنهجية

هذا الموقع هو عبارة عن بوابة إلكترونية لكتاب "حتى أقوى المقاتلات"، وهو كتاب معني بالحفاظ على النفس أو "العافية" (Wellbeing) وعلاقته بالمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما بعد 2011. هذا الموقع التفاعلي يمشي بالتوازي مع مشروع الكتاب ويعرض تعريف بالمدافعات عن حقوق الإنسان اللاتي شاركن فيه، وصور من رحلة البحث، وأي شكل آخر من توثيق عملية البحث وكتابة الكتاب ذاته.

"حتى أقوى المقاتلات"[1] كتاب نسوي عن الحفاظ على النفس أو "العافية" (Wellbeing) الخاص بالمدافعات عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما بعد 2011. يتناول الجزء الأول من الكتاب مصر وتونس، ويعتمد التشابه والخلافات فيما يتعلق بآثار الثورة، والانخراط في المجال العام، وكيفية إدراكهن للحفاظ على النفس أو "العافية" في تلك البلدان. يهدف الجزء الثاني إلى أن يتفاعل مع مدافعات عن حقوق الإنسان تم الدفع بهن إلى المنفى بعد 2011، بالأخص من اليمن، وسوريا وليبيا، وكيف مارسن الحفاظ على النفس أو "العافية" في تلك الظروف. يستكشف الجزء الثالث والأخير منطقة الخليج العربي، وعمل المدافعات عن حقوق الإنسان تحت أنظمة منغلقة واستبدادية تقديرها لحقوق النساء فقير؛ كما يسعى إلى إدراج تلك المنطقة في الخطاب العالمي المتنامي حول الحفاظ على النفس أو "العافية".

لا يميز هذا الكتاب بين المدافعات عن حقوق الإنسان اللاتي لازلن مشاركات بفاعلية في المجال العام، وتدافعن عن حقوق الإنسان، ومن قررن ترك المجال وتغير مسارهنَ. وتؤمن الكاتبة أن من تركن الحركة مبكراً بعد سنوات قليلة من النشاط أو من تركنها بعد سنوات طويلة جديرات بالتقدير لعملهن، وبأن تٌسمع أصواتهن. وتعتمد البنية الأساسية لـ"حتى أقوى المقاتلات" على سرديات وقصص مدافعات عن حقوق الإنسان تمت مقابلتهن، لكنه لا يعتزم أن يكون كتاب حكي، فهو يسعى للإجابة عن أسئلة حول الاستمرارية والتحديات والأخلاقيات النسوية للعمل والمعيشة والاشتباك النقدي مع مفهوم "المثابرة" و"تضيق المجال العام". ويسعى الكتاب إلى تكريم وتأكيد مساهمة كل امرأة وتضحياتها للحركة، سواء أصغر أو أكبر المدافعات، والاعتراف بأن المجال متغير، ولا توجد سردية واحدة فقط، خاصة أن خطاب الحركة تهيمن عليه منظمات حقوق المرأة والمؤسسات النسوية التي تملك إمكانية الوصول للإعلام، وامتيازات مثل اللغة والتمركز في العاصمة.

سوف يبحث الجزء الأول اختلاف السياق بين مصر وتونس، وكيف تساهم الحركات والمؤسسات في هذين البلدين في "عافية" المدافعات عن حقوق الإنسان أو في إنهاكهن. غير أن هذا البحث ليس معنيًّا بالسياسات المؤسسية، أو مقابلة المدافعات بصفتهن المهنية. فمؤلفة هذا الكتاب تعتقد أن الحديث حول الدور والأثر المؤسسي لتحقق الموظفات مختلف عن "حتى أقوى المدافعات"، المعني بالسرديات الشخصية للنساء اللاتي قررن- في نقاط مختلفة من حيواتهن- الاشتباك مع المجال العام في الدفاع عن حقوق الإنسان، وكيف استطعن التنقل في هذا المجال والأثر الذي تركه عليهن.

ستتم كتابة "حتى أقوى المدافعات" بالعربية، وترجمته إلى الإنجليزية. ففيما تٌكتب معظم المطبوعات والأبحاث حول الحفاظ على النفس أو "العافية" في الوقت الراهن بالإنجليزية، ولا يٌترجم معظمها للعربية، يسعى هذا الكتاب للمساهمة في الأدبيات الحالية لخطاب منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغته الأم. وستتم المقابلات بمحال إقامة المدافعات، باللغة العربية، وتسجيلها (بموافقة المدافعات)، ثم تدوينها، وأخذ الموافقة عليها منهن لتحري الدقة.

لا يجوز اتخاذ عدد المدافعات عن حقوق الإنسان- ممن يضم الكتاب مقابلات معهن- كمؤشر لعدد النساء الناشطات بالمجال العام في تلك البلدان، والتوصل لتحليلات أو توجهات استنادًا إلى تلك المقابلات. وسوف يحتوي الكتاب على نماذج من خبرات مختلفة تستحق مشروعًا مطولاً من التوثيق للتأمل والفهم ورسم خريطة لنشاط النساء في تلك المنطقة بطريقة ذات دلالة، ودون التسرع للتوصل لنتائج تابعة لضيق التمويل والمهل الزمنية القصيرة. ويعمد اختيار المقابلات إلى تغطية دوائر المدافعات عن حقوق الإنسان خارج نطاق الشهرة والصيت، ويأخذ في الاعتبار تقاطعات مثل العرق، ومركزية العاصمة، والدين والعمر.

ويستند الكتاب إلى بحث مكتبي (بالعربية والإنجليزية) يغطي الموارد المتاحة عن الإنهاك، ونشاط النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأثر الصحة النفسية على الفاعلية، ومطبوعات الحفاظ على النفس أو "العافية".

[1] العنوان مستوحى من إحدى مقالات مدى مصر حول الصحة النفسية
https://www.madamasr.com/en/2017/12/23/feature/society/even-the-finest-of-warriors/