عايدة سيف الدولة طبيبة نفسية، في بداية الستينات من عمرها، وأحد مؤسسي “مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب“. نشأت في القاهرة وسط عائلة ناشطة سياسيًّا من اليسار، وتعلمت- على حد قولها- من والدها، الذي سُجن قبل أن تدخل الجامعة، “رفض السلطة”.
نشطت الدكتورة عايدة منذ بداية انخراطها في الحركة الطلابية، في بداية السبعينيات، بالتزامن مع غضبها من احتجاز والدها في السجن، حيث خرجت مظاهرات من الجامعة ضد “الظلم”، وضد اعتقال الطلبة، وليس فقط الحرب.
وفي عام 1984، انضمت الدكتورة عايدة إلى مجموعة قراءة أسبوعية صغيرة، مكونة من نساء فقط، للاطلاع ومناقشة كتب عن تاريخ النضال النسائي في روسيا وفي أمريكا اللاتينية، وتاريخ الحركة النسائية المصرية.
“أنا لما كنت في الجامعة كنت يسار طبعًا، وكنت أنا وعدد من الناس أعضاء في حزب العمال الشيوعي المصري، اللي هو أقصى اليسار ساعتها، وطبعًا… نسبة كبيرة مننا كانوا جايين من بيوت الى حدٍّ ما محافظة… يعني أنا أول مرة اخرج من بيتنا لوحدي كان عشان اروح الجامعة. وقتها كان بيتقال إن ‘حقوق المرأة’ ده جزء من الظلم العام. ولما الناس هتثور على الظلم، ولما يتحقق المجتمع الاشتراكي المشاكل دي هتتحل”.
وبعد ما يقرب من عام ونصف على مجموعة القراءة النسائية، شعرت المجموعة بأنها قد تمكنت من بلورة خطاب محدد فيما يخص حقوق المرأة؛ إلا أن الاشتباك مع أمانة المرأة في الأحزاب لم ينتج عنه شيء مفيد. فكانت الخطوة البديلة هي إصدار مجلة “المرأة الجديدة”، التي أصبحت- في شكلها الأخير- “مؤسسة المرأة الجديدة“، والتي كانت الدكتورة عايدة جزءاً منها، إلى أن قررت التفرغ في عام 1999 للعمل فقط مع “النديم”.
هناك خط سياسي واضح في نشاط الدكتورة عايدة، سواء كان يخص حقوق النساء، أو مناهضة التعذيب. وبدأ مركز “النديم” كعيادة فقط، عام 1989، بعد تعرض أصدقاء المؤسسين للتعذيب عقب إضرابات حلوان.
“كان أول مرة نتواجه بإنه قد ايه صعب جدًّا انك تحصلي على رعاية طبية لأشخاص اتأذوا في تصادم مع الشرطة، وكانت أول مرة كمان نشوف الوجه الآخر للشخص اللي خرج من السجن بعد ما اتعذب. وجه آخر غير البطل اللي خارج من السجن. شفنا مباشرة”.