“يوستينا سمير” نسوية من قرية البرشا بالمنيا. درست بكلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية. وهي في نهاية عقدها الثالث. وتشعر بالفخر لكونها من الصعيد. ولذا، فدائمًا ما يكون ذلك هو تعريفها بنفسها. تحب يوستينا المسرح منذ طفولتها، وأسست فرقة “بانوراما بارشا” المسرحية، التي تقوم بعروض مسرحية بعد القيام بورش حكي لمناقشة أهم مشاكل القرية.
“بدأنا نشتغل مسرح من نهاية عام ٢٠١١ في نطاق صغير، لما الناس تعزمنا على حفلة، أو نعمل كام مشهد توعية في قعدة ستات في مكان مقفول. وقتها ماكناش بنوصل لناس كتير. بس ماكنش فيه تكلفة علينا. بعدين حبينا نوصل لناس أكتر، فبدأنا نشتغل “مسرح شارع”، من يونيو ٢٠١٤، على أساس إن مش بتحتاجي تكاليف كتيرة. هو صعب طبعا، ولقينا المخاطر فيه أكتر من ما كنا متوقعين، بس اللي في دماغنا هو إننا نشتغل. وأنا حبيت إن كل شغلي يبقى ليه علاقة بالستات والنسوية. وبدأنا فعلا بإيه اللي البنات حاسينه في القرية وموضوع التمييز ضدهم.”
اضطرت يوستينا للسفر للقاهرة لحضور تدريبات مسرحية، ودورات تخص “النسوية” بسبب عدم وجود فاعليات مماثلة في المنيا، فيما عدا بعض الفاعليات الخاصة بالتنمية ودعم النساء اقتصادياً. بعد حضورها تلك الفاعليات كانت ترجع إلى قرية البرشا، وتحاول تطبيق ما هو مناسب لسياق القرية. في بداية عمل الفرقة المسرحية، كان أهل القرية في حالة استغراب، إلا أنهم- مع استمرار العروض، واستخدامها للأغاني التقليدية للقرية، ومناقشة موضوعات خاصة بها- بدءوا في التعامل بشكل مختلف.
“لقينا حد في القرية سايب بيته وعايش في القاهرة، فأجرنا المكان، وعملنا أول جمعية في البلد. أخدنا إشهار في آخر عام ٢٠١١. وفي ٢٠١٤، عملنا عرض في الشارع اسمه ‘محكمة القرية’، كانت البنات فيه بتحاكم القرية على المكان اللي هي فيه، بدل ما القرية هي اللي بتحاكم البنات. وخلينا القاضي بنت. كل الناس كانت واقفة بتقول هما إيه اللي بيعملوه ده. كنا فارشين صوان والناس داخلة طالعة من العرض. فيه ناس كتير كانت معترضة على إننا بنعرض في الشارع، بس كمان كان فيه ناس شجعونا.”