ملك أحمد نسوية تقاطعية في منتصف العقد الرابع من عمرها، تعيش في القاهرة، درست العلوم السياسية، وساهمت في تأسيس إحدى المجموعات النسوية، بالإضافة إلى عملها في منظمات نسوية وحقوقية عديدة في مصر.
كانت بداية انخراط مَلَك في المجال العام عند تخرجها من الجامعة في عام 2005، عند بداية عملها بإحدى منظمات حقوق الإنسان، حيث تعتبر هذه التجربة بداية تأسيسها المعرفي في هذا المجال. وقد عملت في الترجمة للغة العربية، وعلى موضوعات بحثية متعددة، إلا أن ما اختارت مَلَك أن تفصح عنه- فيما يخص هويتها- فهو مرضها باضطراب ثنائي القطب؛ فهذا المرض النفسي- وفقاً لها- كثيراً ما يتم تجاهله، وكثيراً ما يوصم مرضاه.
“أنا مشكلتي في المرض بره المستشفى، مش جوا المستشفى؛ يعني ازاي الناس بتعاملني بره المستشفى. هو ده اللي صعب. إنما المستشفى فكانت مكان لطيف بالنسبة لي طول الوقت، يمكن عشان كمان قدراتي المادية تسمح لي اني أخش مستشفى فيها حالة وعي من كل اللي بيشتغلوا، وحالة رفاهية واضحة”.
وعدم إلمام الأشخاص بأبعاد مرض مَلَك لم يساعدها كثيراً في عملها؛ فهي تذكر أنها- بأحد الأماكن التي عملت بها- كانت كثيراً ما توصم بـ”عدم الإنتاجية”، وبأنها عبء على قوة العمل، بسبب دخولها المتكرر للمستشفى.
“تجربة مكان العمل، وتعامله مع المرض، مش أسهل حاجة. مرة حد منهم قالي احنا مش بنستحمل بس الشهر اللي بتقعديه في المستشفى، احنا بنستحمل شهرين تانيين بتبقي متنحة فيهم. هم ماكانوش فاهمين إن المرض دورته طويلة، يعني هم مش فاهمين غير اني أنا مجرد مركزة أو مش مركزة. المرض كان أكبر من كده، ومحتاج رعاية، ومحتاج كمان تنشيط لذهني بشكل فيه تدرج في الصعوبة”.
وأثناء عملها في أماكن أخرى، كانت مَلَك أكثر قدرة في التعبير عن نفسها، وعن طبيعة مرضها ومتطلباته، مما وفر لها ظروف عمل أفضل، بالإضافة إلى شعورها بعدم الوصم هناك.
*”ملك أحمد” هو اسم مستعار اختارته صاحبة المقابلة للحفاظ على هويتها مُجهلة.