رشا نسوية افريقية، كما تحب أن تعرف نفسها، في بداية العقد الرابع من عمرها، نصف سورية نصف تونسية ولدت في دبي وعاشت حتى دخولها الجامعة في مدينة دبي بالإمارات مع أسرتها. قامت رشا بتأسيس أول منظمة ضد الإتجار بالبشر في تونس، فهي مهتمة بالتصدي لهذه المسألة ومؤمنة بأن على جميع البشر العيش بحرية، بلا عبودية ولا اتجار بالبشر ولا إستغلال بأي طريقة كانت.
تحكي رشا أن بداية نشاطها في مجال مكافحة الإتجار بالبشر جاء بسبب تعرضها هي شخصياً لمحاولة الإتجار بها؛ “عندما جئت لتونس لأدرس بالجامعة كان عمري ١٨ عاماً، لكن بسبب عدم إتقاني للغة الفرنسية لم أنجح كثيراً فقدمت أوراقي وقبلت في إنجلترا للدراسة إلا أن كان يلزمني بعض المال الإضافي فوضعت سيرتي الذاتية على الإنترنت للبحث عن وظائف جليسة أطفال. بعد بعض المحاولات المريبة من ‘أصحاب العمل’ اكتشفت أن هذه طريقة للإتجار بالنساء في عمالة الجنس.”
قررت رشا البقاء في تونس والتخصص في اللغة الإنجليزية، إلا عند عودتها لدبي للعمل في مهنة التدريس رأت العديد من مظاهر العبودية الحديثة في طريقة معاملة العاملات في المنازل. رجعت رشا مرة أخرى لتونس وبدأت في طريقها للنشاط المناهض للإتجار في البشر ثم إنشاءها لمنظمتها “لسنا للإتجار” في عام ٢٠١٦.
تقول رشا “لقد مررت في البداية بالعديد من الصعوبات، فقد بدى الموضوع غريب بالنسبة للكثير من الناس. قمت بتنظيم العديد من التظاهرات ولم يأت إليها أحد فأحبطت وفقدت الأمل، إلا أنني أقول لنفسي إني لا أزال في بداية طريقي وعندي مهمة إيصال المعلومات للناس وليس لدي الحق في التوقف في منتصف الطريق.”