“إسراء فهيد” ناشطة من بورسعيد في بداية العقد الرابع من عمرها. درست في كلية العلوم، ثم تركتها إلى كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر. تعمل إسراء في إضافة محتوى صحفي، والتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي لأحد المواقع الإخبارية الإلكترونية، وذلك إلى جانب تطوعها بالعمل في مجال حقوق الإنسان، والأمان الرقمي.
“أنا بدأت اشتغل في المجال العام قبل الثورة تقريبًا بخمس سنين. أياميها كان لسه الموضوع بس ان احنا معارضين ضد مبارك. وانا كنت من بورسعيد ومبعرفش انزل المظاهرات اللي في القاهرة خالص، فكنت باشتغل اكتر ع الدعم الفني ع الانترنت. لما حد بيتقبض عليه كنت طبعا بكلم جبهة الدفاع عن متظاهرين مصر علشان اقول لهم، وبعدين حصل حاثة تعذيب وموت “خالد سعيد”. الموضوع كان مؤلم لينا كلنا عشان شفنا ان هو شبهنا ومننا.”
تقول إسراء إن الثورة في تونس كان لها تأثير على شعورها بأن من الممكن أن تمر مصر بنفس الشيء. واستمرت إسراء خلال أيام الثورة منذ بدايتها في ٢٥ يناير في تقديم الدعم الفني للمشاركات والمشاركين في التظاهرات في أكثر من محافظة، إلا أن وجودها في مكان آمن بعيد عن خطر التظاهرات أشعرها بالذنب تجاه من يواجهون العنف في الشارع.
تتذكر إسراء أن بعد تنحي مبارك في بداية ٢٠١١ كانت تريد الابتعاد عن العمل السياسي، إلا أن رد الفعل من الأشخاص حولها جاء مضادًّا لرغبتها؛ “أنا كنت محتاجة حد يقولي: آه انتي محتاجة مسافة، خدي مساحتك… أنا أي حد بيقولي دلوقتي إنه محتاج يبعد باقوله خد مساحتك، واهدى وارتاح، وبعدين نفكر انت عايز تعمل إيه. وقتها محدش قالي كده. أوقات بنحتاج نعرف إن من حقنا اننا نتعب، وإننا مش أقوياء طول الوقت، وإن ده مش عيب، علشان شغل السياسة بيأثر علينا، وعلى صحتنا.”